**الرسول صلى الله عليه وسلم حث في خطبة الوداع على رعايتة المرأة ومنحها كل حقوقها
** خطاب التكليف الإسلامي بأبعاده المتعددة جاء عاماً للرجل والمرأة على السواء
** لابد من تنمية وعي المرأة بحقوقها وواجباتها الشرعية وتحرير طاقاتها عبر منظومة من التشريعات
** اذا كانت مهمة المرأة الأساسية هي الأمومة فهذا لا يعني منعها من التعليم ومشاركتها في بناء المجتمع
شددت الأمين العام للاتحاد النسائي العربي د.رمزية عباس الارياني على أن المرأة المسلمة شريك أساس لشقيقها الرجل في كل مجالات الحياة، انطلاقا من تكريم الإسلام لها، وحث النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع على رعايتها ومنحها كل حقوقها التي جاءت بها الشريعة الإسلامية حينما قال صلى الله عليه وسلم "أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا".
وقالت د.الارياني في حديثها لـ البوابة الإسلامية" أنه منذ فجر الدعوة الإسلامية ومع ابتداء نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم كانت المرأة المسلمة شريكة الرجل في الإيمان بالرسالة، والدعوة إليها، وتحمل المشاق في سبيلها، والجهاد لنصرتها والدفاع عنها، قال تعالى ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ﴾ (التوبة:71)
وحول أهمية عمل المرأة في المجتمع الإسلامي قالت لا يختلف اثنان على أهمية العناية بالمرأة المسلمة وأهميه مشاركتها في التنمية الشاملة إلا أن الاختلاف عن ما هي المجالات التي يمكن أن تسهم فيها المرأة في التنمية فالمرأة مساوية للرجل، وهي مخاطبة مثله بتكاليف الشريعة، ومسؤولة مسؤولية كاملة، لا يحمل عنها في الدنيا والآخرة تبعات أعمالها غيرها"، مشيرة الى أن خطاب التكليف الإسلامي بأبعاده المتعددة إنما جاء عاماً للرجل والمرأة على السواء، عقيدة وعبادة ومعاملة، وأمراً ونهياً، وموالاة وحقوقاً وواجبات، وجعل الله ميزان الكرامة والفوز هي التقوى والعمل الصالح وليس مقتصرة على الرجال دون النساء كما أن الدعوة الإسلامية تكليف عام للنساء والرجال.
واستطردت د.الارياني قائلة: من المؤسف أن التقاليد الاجتماعية، والموروثات الثقافية قد حلت في بعض المجتمعات محل التعاليم السماوية، فتراجعت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي، فحرمت المرأة من التعليم، ومن الثقافة والارث والقيام بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تارة باسم التفرغ لبيتها وتربية أطفالها، وأخرى باسم الحرص على كرامتها وكأن المرأة تشكل كيانا منفردا ومعزولا عن المجتمع ..على الرغم أن المرأة شق الرجل الآخر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما النساء شقائق الرجال" .
وأضافت ان التنمية في أي مجتمع موجهة للمرأة والرجل على حد سواء فالمرأة نصف المجتمع، وهي التي تربي نصفه الآخر ودورها لا يقل عن دور الرجل فهي في البيت مجاهدة وفي داخل الأسرة مناضلة وفي النهوض بالمجتمع مكافحة و لها الدور الأهم في تنشئة الأطفال على المفاهيم والقيم الأخلاقية المستمدة من الشريعة الإسلامية، مشيرة الى أنه اذا كانت مهمة المرأة الأساسية هي الأمومة فان هذا لا يعني منعها من التعليم ومشاركتها في بناء المجتمع أو الحد من طموحها بل إن تحقيق مشاركتها يعني تمكينها من القيام بمهمتها الكبرى في صنع أجيال المستقبل.
دور المرأة في بناء المجتمع الإسلامي الأول
وأوضحت د.الارياني أن المرأة لها تأثير كبير في بناء المجتمع الإسلامي الأول حيث شاركت في كل المجالات ففي المجال الاقتصادي كانت خديجة رضي الله عنها وكانت أول من دخل الإسلام وكان لها دور في دعم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، و في ميدان الجهاد كانت سمية أول من استشهد في سبيل الله، وفي الهجرة إلى الحبشة هاجرت المرأة وصبرت وثابرت وتحملت مشقة الغربة، وفي بيعة العقبة بايعت المرأة وفي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم قامت أسماء بنت أبي بكر بدور مهم في هذا الحدث التاريخي وهاجرت إلى المدينة مع المهاجرات حتى وضعت في مشارف المدينة (قباء) وهاجرت أم سلمه بعد أن تفنن أهلها في حبسها والتضييق عليها والتفريق بينها وبين زوجها وولدها. وكذلك نسيبة دافعت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحد بينما انهزم كثير من الرجال، وأم سليم في حنين كانت ثابتة قرب النبي صلى الله عليه وسلم في وقت فر فيه الرجال.
وعن تقييمها لدور المرأة في التنمية بالدول العربية والاسلامية ذهبت إلى أن المرأة في الدول العربية والإسلامية ليس لها دور فعال في إدارة التنمية فلا زالت في معظم المجتمعات العربية حقوقها منقوصة إلا أن هذه النظرة قد بدأت تتغير من مجتمع إلى أخر وسط ضغوط واحتياجات العصر، ويظل وطننا العربي أكثر حاجة لإشراك المرأة في عمليات التنمية، وإدماجها في المشاريع التنموية المستدامة و لمواجهة تحديات العصر الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتكنولوجية ولا يتم ذلك من دون التعبئة العلمية والتخطيط الشامل والدائم للموارد الإنسانية، مؤكدة على أهمية الإفادة من جميع الموارد البشرية في ظل حاجة عملية التنمية إلى تسخير كل الطاقات المادية والبشرية و المرأة في المجتمع نصف الموارد البشرية التي يعتمد عليها في تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى دور المرأة في تكوين شخصية أطفال المجتمع أو بمعنى آخر في تنمية الموارد البشرية الصغيرة.
وحول معوقات التنمية في البلدان الإسلامية ونصيب المراة منها قالت د.الارياني
ان من أهم أسباب معوقات التنمية في البلدان العربية والإسلامية، هو تهميش دورالمرأة في التنمية ، داعية الى تحقيق التنمية الشاملة لمجتمعاتنا الإسلامية، بمشاركة النساء والرجال والشباب ، ومن كل الفئات، سواءً في الحضر أو الريف.
مواجهة التحديات
ولمواجهة التحديات التي تعيق دور المرأة في التنمية دعت الى تنمية وعي المرأة بما منحتها الشريعة الإسلامية من حقوق وواجبات وتحرير طاقاتها، عبر منظومة من التشريعات القائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص، وإدماج قضايا المرأة بخطط وبرامج التنمية الشاملة، كذلك رفع الوعي المجتمعي بأهمية شراكة المرأة وحقوقها من منظور ديني، وتعزيز قدرتها على المشاركة في العمل العام، وبما يعزز دورها الإيجابي في الأسرة والمجتمع، ووضع خطط وبرامج، لإدماج المرأة في التنمية، وتحديد الأهداف والأوليات وآليات التنفيذ.
وشددت الأمين العام للاتحاد النسائي العربي على ضرورة تعزيز البرامج الوقائية، التي تحسن من صحة المرأة، وزيادة وعيها بالمخاطر البيئية، وانعكاساتها على صحة أفراد الأسرة وغرس مفهوم واهمية التكافل الاجتماعي في الإسلام لخلق مبادرات مجتمعيه بدعم النساء الفقيرات والغير قادرات على تكلفة التعليم، والعمل على مكافحة الصورة السلبية للمرأة، واستبدال صور متوازنة تعزز بها دورها الإيجابي في المجتمع ومشاركتها في التنمية، وتقديم عمل إعلامي يبرز دور المرأة الإيجابي، و إعداد برامج لتوعية المرأة بحقوقها وواجباتها الشرعية والقانونية، وعلى عدم تقديم المرأة بصورة سلبية، و إعادة النظر بالمناهج المدرسية، لإظهار المرأة ألمسلمه كشريك متساو في بناء الأسرة والمجتمع و على تماسك الأسرة العربية لحماية المرأة والأسرة من التراجع الحضاري والعمل على خفض نسبة الفقر من خلال مشاريع صغيره وتمكين النساء وتدريبهن على مهارات حياتيه وبيئية خاصة في الريف لتوفير فرص للعمل والتوسع في برامج الأسر المنتجة.
وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتورة / د. رمزية الارياني ، لما تفضلت به علينا من علمها الوفير راجين المولى تبارك وتعالى لها دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.